samedi 13 octobre 2007

الحرية وعقيدة القضاء والقدر


وكان تفشى عقائد الجبر متخفية في عقيدة "القضاء والقدر" أحد عوامل ركود الحركة في مسيرة الإسلام، حتى إذا ظهرت الحركة الإصلاحية منذ زهاء قرنين تصدت لعقائد الجبر وللثقافة الأغنوصية الصوفية السائدة، مثبتة للإنسان إرادة حقيقية ومسؤولية عن مصيره، وذلك إحياء لمعاني القدر كما تعامل معها الجيل الأول من مؤسسي حضارة الإسلام، في النظر إلى القدر باعتباره إرادة الله عز وجل متجلية في هذا النظام الكوني العقلاني والشرعي الدقيق، القمِن إذا فقهه الناس وأحسنوا التعامل معه وفق الشرائع بضمان سعادتهم في الدنيا والأخرى.
وتلك هي الحرية في الإسلام: الخضوع الواعي لنواميس الكون والشرع. إنها ليست استباحة: افعلوا ما تمليه عليكم رغائبكم، فتلك "حرية" الحيوان، وإنما افعلوا الواجب الذي أمركم الله به تتحرروا من أهوائكم ومن تسلط بعضكم على بعض. إن الحرية والمسؤولية لا تنفصلان.

وكان مسعى أساسي للحركة الإصلاحية منذ قرنين استعادة الفعالية الإسلامية المشلولة بتخليصها من العوائق التي تكبلها ومنها عقائد الجبر المستندة إلى فهم سقيم لعقائد القدر.
يقول المصلح الكبير محمد إقبال: "المسلم الضعيف يعتذر بالقضاء والقدر، والمسلم القوي هو قضاء الله وقدره".

المسلم الحق هو من اختار بوعي وحرية التوجه إلى لربه بالعبادة بكل كيانه. وعلى قدر اجتهاده فيها يتحرر، وتتحرر لديه إمكانات الفعل، مغالبا قدرا بقدر. قدر العجز والكسل بقدر الإقدام والمغالبة. هكذا كان فهم الجيل الأول مؤسس حضارة الإسلام، لعقيدة القدر.

ذكروا أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب في زيارته لبلاد الشام بلغه أن بها طاعونا، فتوقف يستشير صحبه هل يواصلون مسيرهم أم يعرضون؟ فأشار بعضهم بالمسير: هل نفر من أقدار الله؟ فاعترض الخليفة بشدة على هذا الفهم قائلا: "نفر من قدر الله إلى قدر الله"، أي نفر من أسباب المرض إلى أسباب الصحة، كما نفر من أسباب الفقر إلى أسباب الغنى. وبذلك يتم التحرر داخل الذات ليغدو ممكنا خارجها، حتى ليبلغ العابد درجة من القرب أن لو أقسم على ربه لأبرّه.
www.alalam.ir/site/assay/lifepage166.htm

Aucun commentaire: