mercredi 7 novembre 2007

وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ

قال تعالى في سورة النساء :( وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً ) (النساء : 21)
والذي يتتبع كلمة ( ميثاق ) ومواضعها التي وردت فيها لا يكاد يجدها تأخذ مكانته في التعبير القرآني إلا حيث يأمر الله بعبادته وتوحيده والأخذ بشرائعه وأحكامه .
وفضيلة هذه العلاقة بين الرجال والنساء ، أنها : علاقة سكن تستريح فيها النفوس إلى النفوس ، تتصل بها المودة والرحمة والمشاركة القلبية والوجدانية ومن ثم يراد بالزواج : تهذيب النفس الإنسانية ، واستزادة ثروتها من الرحم والرحمة ، ومن العطف والسمو
ويشير إلى هذا القرآن الكريم ، دستور الأمة الإسلامية في قوله تعالى في سورة الروم : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) (الروم : 21).
  • والركن الأول : السكون النفسي ، وهذا الركن خاص بالزوج والزوجة وهو تعبير بليغ عن شعور الاطمئنان والأمن والراحة والصفاء .
  • والركن الثاني : المودة ، والتي يظهر أثرها في التعامل والتعاون وهو المشترك بين الزوجين وأسرة كل منهما .
  • والركن الثالث : الرحمة التي لا تكمل للإنسان ، إلا بعواطف الأمومة والأبوة ورحمتهما لأولادهما.

وخوفا من اختلال واحدة من ركائز المودة والسكن ، يوجه الله سبحانه وتعالى المؤمنين الوجهة الصحيحة التي فيها السعادة الزوجية . فيقول تعالى في سورة النساء :( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) (النساء : 19) .

ومن هنا حذر الإسلام : مسايرة النزعة الطارئة وأرشد إلى محاربتها ، وعدم التأثر بها ، بل شكك في وجدانها والشعور بها .

Aucun commentaire: